إبراهيم عيسى
الشمسُ تغربُ في مشارف ذاتي
وأنا أشدُّ النورَ بالكلماتِ
عطّرتُها.. جمّلتها.. لكنها
لم تُجْدِ في ردّ الظلاِم العاتي
وأروحُ أُشرقُ بالحروف فأنثني
بالليل ينثر في الدجى نَجْماتي
فرسمتُ لوحاتِ الضحى في خاطري
وجَرَتْ بألوان السنا فُرشاتي
وضممتُ فجري.. والظلامُ يلفُّني
وبذرتُ نورَ الحبِّ في رَبَواتي
فنَمَتْ براعمُه على غصن الدجى
وتوشَّحتْ بضيائه زَهَراتي
يا شمسَ عمري قد ظننتُ مطالعي
أبداً يرفرف في سماء حياتي
وننامُ في ظلّ الرموشِ على هوىً
مستضحكِ الهمساتِ واللمساتِ
والحبُّ.. ضحكةُ فيلسوفٍ ساخرٍ
تحنو القلوبُ عليه بالخفقاتِ
نسجَ الربيعُ من العبير وشاحَها
وتبرّجتْ بضيائها مِشكاتي
وتحدّرتْ من شرفةٍ غيبيّةٍ
أوهامُ أشواقٍ.. وشوكُ شَكاةِ
وطوتْ لياليه دروبَ جوانحي
وسرتْ قوافلُه بغير حُداةِ
وشدا بآفاقي شعاعٌ ناسكٌ
وغفتْ بمحراب السنا لَهَفاتي
وتدورُ ساقيةُ الصباحِ كأنها
رؤيا التُّقاة تفيضُ بالبركاتِ
تسقي سهولَ النفسِ من قَطَراتها
ويذوبُ شدوُ الطيرِ في قطراتي
****
يا ليلُ.. إنْ عصف الدجى بملاعبي
أنا لن أصبَّ بكأسه آهاتي
إني إذا جنّ الظلامُ بعالمي
فبخاطري شمسٌ تضيءُ حياتي
****